التخطي إلى المحتوى الرئيسي
حسنا، لا بد أن ذلك هو السؤال الذي جال في خاطرك طوال الأسابيع القليلة الماضية، تستمر الحكومات في بلادنا في مد فترات العزل الاجتماعي حتى بدا أنها لن تنتهي، متى سيتوقف كل ذلك؟ متى سأتمكّن بأمان تام من النزول إلى الشارع وممارسة عملي أو شراء احتياجاتي أو لقاء الأصدقاء؟ كان ترودو صادقا في حديثه لا شك، فنحن نعرف الآن أن هذا الفيروس ذو قدرة واسعة على الانتشار، كل شخص مصاب به يمكن أن يُصيب، خلال سبعة إلى أربعة عشر يوما، شخصين إلى ثلاثة، يعني ذلك نموا أُسيا(2) للحالات، فتكون مثلا حالتان، ثم تصبح أربع إلى ست حالات بعد أسبوع، ثم تصبح ثماني إلى اثنتي عشرة حالة بعد أسبوع آخر، وهكذا. حظر لا ينتهي يعني ذلك بالتالي شيئا واضحا وبسيطا، وهو أن وجود شخص واحد فقط مصاب بهذا الفيروس على كوكب الأرض كله يعني خطر عودة الإصابة في كل دول العالم مرة أخرى في أي وقت، لأن كل بلاد العالم المعاصر تقريبا أصبحت شبكة واحدة متفاعلة اقتصاديا واجتماعيا، لكن تلك الفكرة النظرية إلى حدٍّ كبير تُوضِّح فقط المخاطر الممكنة من ظهور الفيروس في أية نقطة، أما بشكل أكثر عملية فإن هناك سببا رئيسيا قد يقضي على هذا الفيروس، وهو مناعة القطيع(3)، الفكرة البسيطة التي تقول إنه مع انخفاض عدد البشر المتاحين للفيروس فإنه سينتشر ببطء، ثم ربما يتوقف في مرحلة ما. سيحدث ذلك لسببين رئيسيين، الأول هو أن يُصيب الفيروس ما مقداره 50-80% من الناس، فلا يجد المزيد من الناس لإصابتهم حيث اكتسب المصابون مناعة منه وأصبحت البقية على مسافات شاسعة من بعضها بعضا، والثاني هو أن نبتكر اللقاح ونعطيه للنسبة نفسها من الناس، هنا يتحقق ما يمكن أن نسميه بالأمان التام. وكما تلاحظ، فإن الخيارين ليسا بالسهولة الكافية، السماح للناس بكسر إجراءات العزل الاجتماعي يعني أعدادا هائلة في المستشفيات، ما يعني انهيارا للمنظومة الصحية، وهو ما يعني بدوره المزيد من الوفيات بصورة كارثية. ويمكن لك، على أرض الواقع، ملاحظة ذلك، حيث تبدأ أعداد الوفيات بسيطة ثم ترتفع فجأة مع إغراق المستشفيات بالمرضى. أما بالنسبة للقاح، فإن التوقعات(4) تقول إنه يمكن الوصول إلى لقاح للمرض في غضون 12-18 شهرا، إنها مدة طويلة، لكن ذلك ليس الخبر السيئ، حيث يحتاج الأمر في المعتاد إلى أكثر من عشر سنوات للتوصل إلى لقاح، بالتالي فإن توقعاتنا متفائلة إلى حدٍّ كبير جدا، أضف إلى ذلك مشكلة أخرى تتعلق بطبيعة معرفتنا بكورونا المستجد، فهو -كما تلاحظ- "مستجد"، لا نعرف عنه إلا القليل، بالطبع تزداد معرفتنا عنه يوما بعد يوم، لكن ذلك التغير الدائم فيما نعرف قد يتسبّب في إبطاء خُطانا نحو اللقاح لكن الأكثر لفتا للانتباه من بين كل التغيرات المتوقع حدوثها مستقبلا هو حالة الفصل بين البشر على أساس إمكاناتهم الوقائية، لفهم تلك الفكرة دعنا نتأمل اتفاقا أخيرا(12) بين شركتَيْ "غوغل" و"أبل" لإنشاء تطبيق جديد مشترك يعمل على توعية الناس بالمناطق والأشخاص المصابين، ما يُخفّف من الاختلاط بالمرضى، لكن على فائدته الظاهرة، فإن تطبيقات كتلك أشبه ما تكون بأدوات تجسس يمكن أن تُستخدم لوصم منطقة ما بالعار، ومع مدّ الخطوط على استقامتها ستجد أن مستقبلنا مع هذا الوباء، دون حذر شديد من قِبل الحكومات، سيكون مستقبلا لتزايد مستويات التفاوت الاجتماعي بين الناس، وهو بدوره ما يمكن أن يُغذّي أنواعا مختلفة من الانتفاضات الاجتماعية. بل ولا يقف الأمر عند هذا الحد، خذ مثلا إجراءات التتبع والتقصي للمصابين في كل دول العالم، ففي بعض الدول تقرّر استخدام برامج تعقب استخباراتية(13) على المواطنين العاديين، قد يتطور ذلك، خاصة أن الاستخبارات بطبيعتها نهمة للمعلومات، لبرامج مراقبة إنترنتية دائمة بحجة الوقاية الصحية، في الواقع، لو تأملت قليلا لوجدت أن الصحة هي أفضل ما يمكن أن تستخدمه لمساومة الناس على حرياتهم، سيوافقون على أي شيء طالما سيُبقيهم في أمان. حسنا، ما قدّمناه قبل قليل هو مجموعة من الأمثلة فقط لا أكثر، موجة الوباء هي الموجة الأولى من تسونامي مستمر سيُغيّر شمل حياتنا مستقبلا وعلى مدى سنوات طوال، لن تعود الحياة لطبيعتها كما كانت قبل يناير/كانون الثاني 2020، كُتب علينا أن نكون نحن مركز هذا التغير وهو حمل ثقيل جدا للأسف، لكن المشكلة تبدأ من حالة الإنكار، ظنّنا أن كل شيء سيعود إلى طبيعته خلال أسبوع أو اثنين أو ثلاثة، بينما الأَوْلى أن نُجهِّز أنفسنا لأوضاع جديدة تماما ستكون هي "الطبيعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مواقع تسوق فى المغرب و الدفع عند الاستلام

      طبعا يمكنك التسوق من كل المتاجر الأمريكية والعالمية والتوصل بسلعتك في أي دولة كنت عبر شركة Myus الأولى عالميا في تجميع وإعادة شحن السلع بأسعار معقولة  تعرف أكثر على Myus لم يعد التسوق من الانترنت مقتصرا على الأجانب ،خاصة بعد إنتشار العديد من المتاجر والمواقع للتسوق من الانترنت وتقديم خدمات جد مميزة، في هذه التدوينة موقع عرب شوبينج arabic shopping يقدم لكم أفضل المواقع المغربية للتسوق من الاترنيت وهي: موقع Jumia.ma موقع جوميا Jumia هو موقع للتجارة الإلكترونية ويزخر بآلاف المنتوجات ذات الجودة الرائعة والأثمنة المناسبة، حيث تأسس موقع جوميا Jumia سنة 2013 من طرف مجموعة أنترنيت إفريقية Group2 المعروفة في مجال التسويق الإلكتروني والمالكة لموقع Kaymu وJovago المعروفين، وإستطاع فتح مواقعه في 8 بلدان منها المغرب و مصر ونيجيريا وساحل العاج  وأوغاندا والكاميرون وغانا وكينيا، وعرف متجر جوميا Jumia نموا متصاعدا ومزدهرا حيث أصبح وجهة الكثير من الزبائن للتسوق منه بكل إرتياحية حيث يقدم خدمات رائعة ويحتوي على دعم محترف طيلة 24/24 ساعة للتبضع منه بدون مشاكل. مما ج...

أعمال فلاحة في الخارج

https://www.anapec.org › chercheurs Inscription - Créer et gérer mon espace Anapec.org chercheur d'emploi لديك خبرة في لمجال الفلاحي . يجب دالك في مجال الغرس أو الجني أو تقليم كل ما كانت تجربتك حمل سيفي وأرسله إلي شركة وهي تقوم بتالي يرسل باطرون بكونطرات إلي شركة وبعد دالك شركة تبدء بقرائة تلك الملفات ويقع لختيار علي لدي يتأهل إلي المنصب لا تضيع أمال واهية علي محتوا أخر  لا تتعرض للخداع ليست هناك أي  شركة أخري من غير شركة أنابيك  للعمال الأجانب تدلك إلي طريق ليس هنالك طريق أخري 
طريقة تسجيل في مدونة بلوكر  انشر شغفك بطريقتك إنشاء مدونة فريدة وجميلة.  إنه سهل ومجاني. أنشئ مدونتك اختر التصميم المثالي أنشئ مدونة جميلة تناسب أسلوبك.  اختر من بين مجموعة من القوالب سهلة الاستخدام - جميعها مع تخطيطات مرنة ومئات من صور الخلفية - أو قم بتصميم شيء جديد. احصل على نطاق مجاني امنح مدونتك المنزل المثالي.  احصل على نطاق blogspot.com مجانًا أو اشتر نطاقًا مخصصًا ببضع نقرات فقط. يكتسب نقود احصل على أموال مقابل عملك الشاق.  يمكن لبرنامج Google AdSense عرض الإعلانات المستهدفة ذات الصلة تلقائيًا على مدونتك بحيث يمكنك كسب الدخل من خلال النشر عن شغفك. اعرف جمهورك تعرف على المشاركات التي حققت نجاحًا مع التحليلات المضمنة في Blogger.  سترى من أين يأتي جمهورك وما يهتمون به. يمكنك حتى ربط مدونتك مباشرةً ببرنامج Google Analytics للحصول على نظرة أكثر تفصيلاً. تمسك بذكرياتك احفظ اللحظات المهمة.  يتيح لك Blogger تخزين آلاف المنشورات والصور والمزيد بأمان باستخدام Google مجانًا. انضم إلى ملايين آخري...